منتديات بلقاسمي للجغرافيا والجغارفة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات بلقاسمي للجغرافيا والجغارفة

قوس قزح الجغرافية العالمية اخر مستجدات الجغرافيا لكل جغارفة العالم
 
الرئيسيةدخولالتسجيلأحدث الصور

 

 مفهوم التنمية القروية (ج 2)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ali




عدد الرسائل : 34
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/12/2008

مفهوم التنمية القروية (ج 2) Empty
مُساهمةموضوع: مفهوم التنمية القروية (ج 2)   مفهوم التنمية القروية (ج 2) I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 20 2008, 15:19

2 ) تعريف مفهوم التنمية:
لقد نتج عن التطور المفاهيمي للتنمية كثرة الدراسات و الأبحاث بخصوص التنمية. إلا أن ذلك لم يفضي إلى أشياء جديدة تبين نمط التنمية التي يجب نهجها و الأهداف الحقيقية للتنمية و غاياتها. يمكن القول أن المفهوم له دلالة شمولية. تشمل التنمية في آن واحد الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي و الثقافي. و هي كذلك تلك العملية التي يناقش من خلالها أهالي المجتمعات الصغيرة حاجاتهم و يرسمون الخطط المشتركة لإشباعها . نستشف من خلال هذا التعريف أن من الباحثين من يربطها بالمجتمع، و منهم من يقصد بها تلبية الحاجيات الأساسية للمجتمع . هذا صحيح، و لكن ما يجب الإشارة إليه أن التنمية مسلسل شمولي و مركب و معقد يستهدف جل السكان، و يشمل جميع جوانب حياتهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و السياسية. أي المجالات التي لها علاقة وطيدة بحياة الأفراد، و القادرة على إحداث تغيرات إيجابية. و لكي تتم عملية التنمية على الوجه الأحسن، يجب على الجهات الواضعة للبرامج التنموية أن تأخذ بعين الإعتبار مشاركة السكان في بلورة تلك المشاريع بدءا بالتخطيط فالإنجاز و انتهاءا بالتقييم. لأن التنمية هدف إنساني و ليست هدفا في حد ذاتها. كما تعتبر التنمية عمل دائم و مسؤول و فعال يمكن السكان من الاستفادة من الخيرات و الامتيازات التي تتيحها التنمية و تبلورها. كما أن التنمية حسب بعض الباحثين خلق و إبداع قبل أن تكون تقليدا أعمى للنماذج التنموية الغربية . مما يفترض أن تبلور أفكار مشاريع التنمية محليا، و أن تكون تلك الإختيارات التنموية نابعة من هموم الشعوب. و أن تأخذ بعين الاعتبار إمكانيات و متطلبات الأفراد الموجهة إليهم. إن التنمية الحقيقية يجب أن تكون شمولية و مستديمة، و تعطي اهتماما أكثر للإنسان كفاعل و مخطط و مدبر و متلق للتنمية في بيئته الطبيعية .
2. 1 ) بعض تعاريف التنمية:
قد يتبادر إلى الدهن يوما سؤال طال ما حير بال علماء الاقتصاد و الاجتماع و الجغرافيين و مختلف المهتمين. لماذا ننمي؟ إن هذا السؤال ليس سؤالا بلاغيا أو خطابيا. من البديهي أن يتم طرحه و إعادة طرحه لفهمه. و من أجل أن نبين فيما إذا كانت الحاجة إلى التنمية ضرورة ملحة أم أنها مجرد فكرة عابرة . إن الإجابة عن السؤال السابق يطبعه التباين من باحث لآخر، فالاقتصاديون المنظرون لتحقيق تنمية اقتصادية، يرون في التنمية إلى جانب المخطط : بأنها تحولات في القيم و الحوافز و الموقف من العمل و التنظيم الاجتماعي، و باجتماعها معا تؤدي إلى توسيع الاقتصاد وتحسين أدائه و ارتفاع مستوى عيش الأسر . يظهر أن تحقيق التنمية من هذا الجانب أمر صعب. لأن التنمية لايجب أن ترتكز على تنمية الاقتصاد فقط. بل لابد من أن ترتكز على تنمية المجتمع بكامله (تقع في هذا المشكل العديد من الدول النامية، إذ أصبح من العسير عليها تحديد أي المجالين الأكثر إلحاحا من الآخر، هل الميدان الاقتصادي أو الاجتماعي) . و أن تتخذ من مختلف العلوم أدوات فعالة لتحقيق أهدافها. و على عكس ذلك يرى علماء الاجتماع أن التنمية هي : عدالة توزيع الثروات تحقيقا لمبدأ العدالة الاجتماعية. أما رجال السياسة فالتنمية لديهم هي إقامة إطار ديمقراطي يضمن للشعب حرية المشاركة في الحياة السياسية و الرقابة على السلطة. بالإضافة إلى ذلك، فقد ارتأينا أن نقدم بعض التعاريف الخاصة بالتنمية:
يعرف حسن عسفان التنمية : بأنها التحريك العلمي المخطط من العمليات الاجتماعية و الاقتصادية من خلال إيديولوجية معينة ، لتحقيق التغيير المستهدف و الانتقال من مرحلة غير مرغوب فيها إلى حالة مرغوب الوصول إليها .
التنمية هي الجهود المنظمة التي تبذل وفق تخطيط مرسوم للتنسيق بين الإمكانيات البشرية و المادية المتاحة في وسط اجتماعي معين، بقصد تحقيق أعلى مستويات من الدخل القومي و الدخول الفردية و مستويات أعلى للمعيشة و الحياة الاجتماعية في نواحيها المختلفة، لتحقيق مستوى أعلى من الرفاهية الاجتماعية .
التنمية: عملية سياسية وفكرية، عملية تغيير الإنسان من أجل الإنسان، لذا فهي في حاجة إلى قيادات فكرية، و نخب اجتماعية لها رؤية واضحة في أمور الإنحطاط و الرقي. يتضح من خلال التعاريف السالفة الذكر أن التنمية ليست بعملية تخطيط اقتصادي أو إحداث نمو في قطاع ما. بل هي مسلسل شامل وعمل متناسق و متشابك يتناول كل مقومات الحياة البشرية، و يستجيب لمطالب عامة السكان.
2 . 2 ) أنواع التنمية:
نتج عن اختلاف التصورات حول مفهوم التنمية تنوع أصناف التنمية، نذكر من بينها: ** التنمية الاجتماعية: يرى "T sherd" أن هذا النوع من التنمية له علاقة بمفهوم تنمية المجتمع من حيث تحقيق التوازن الاجتماعي. إذن فالتنمية الاجتماعية يمكن اعتبارها " السياق الذي يؤدي إلى رفع مستوى عيش السكان، الذي يضم : التغذية و الصحة و العمل... "
** التنمية المستدامة أو المستديمة : تعني تنمية تستجيب لحاجيات الأجيال الراهنة دون تعريض للخطر قدرة الأجيال اللاحقة للإستجابة لحاجياتها أيضا. للتنمية المستديمة ثلاثة أبعاد:
البعد البيئي: تطرح التنمية المستديمة مسألة الحاجات التي يتكفل النظام الاقتصادي بتلبيتها، لكن الطبيعة تضع حدودا يجب احترامها في مجال التصنيع.
البعد الاقتصادي : يعني الإنعكاسات الراهنة و المقبلة للاقتصاد على البيئة.
البعد الاجتماعي: إنه البعد الإنساني، يجعل النمو وسيلة للإلتحام الاجتماعي.
** التنمية الاقتصادية يعرف أنور عبد المالك في كتابه" من أجل مفتاح لإستراتيجية تنموية ". التنمية الاقتصادية بأنها قبل كل شيء تنمية قوى الإنتاج التي تكون عمل الإنسان و قواه الإنتاجية. و هذه التنمية تتطلب إعادة إنتاج متنامي لوسائل الإنتاج و الحاجيات الاستهلاكية، و تتطلب كذلك تراكما في رأس المال.
** التنمية القروية: يطلق عليها كذلك إسم التنمية الريفية. يصعب وضع تعريف قار لهذا الصنف من التنمية، و ذلك بسبب اختلاف آراء الجغرافيين و المهتمين حول تعريفها.على أي فالتنمية القروية مفهوم مركب و معقد، لا يشمل جانبا واحدا أو مجالا اقتصاديا محضا. بل إنه يشمل كل جوانب الحياة الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية و المجالية. بمعنى أنها تعني تحسين ظروف عيش السكان و تطوير مهاراتهم التقنية و المعرفية، و تحسين وضعيتهم الاجتماعية ( التعليم والصحة) ، إضافة إلى تمكينهم من الاستغلال المعقلن للثروات الطبيعية المحلية. مع ضرورة تثمينها، و ضمان استدامتها للأجيال اللاحقة. مما يجعل التنمية القروية تختلف في أهدافها و أبعادها عن مختلف أنواع التنمية الأخرى خاصة التنمية الفلاحية، إلا أنهما ترتبطان بعلاقة جدلية. فلا يمكن تحقيق التنمية القروية بدون وجود التنمية الفلاحية . و رغم ذلك تبقى التنمية القروية أساس التنمية بالأرياف، لأنها ترتكز على مقاربة مجالية شمولية تعالج قضايا المجتمع و الاقتصاد القرويين. و تعني التنمية القروية كذلك التحسين الكيفي و النوعي للأنشطة الاقتصادية الممارسة في المجال الريفي، مع ضمان استدامتها ، كما أنها لا تعني مجرد تصنيع لمنطقة قروية أو إقامة أنشطة اقتصادية بها، بل إنها ظاهرة متشابكة، تعمل على تنمية الموارد المحلية، و محاربة الفقر القروي و كل المشاكل التي يتخبط فيها العالم القروي. لقد تبين لنا صعوبة إعطاء تعريف قار و موحد للتنمية الريفية نظرا لشساعته. و رغم ذلك فإنه يمكن تعريف التنمية الريفية كالتالي: تشكل التنمية القروية مسلسلا شموليا، مركبا ومستمرا يستوعب جميع التحولات الهيكلية التي يعرفها العالم القروي، و يترجم هذا المسلسل من خلال تطور مستوى نتائج النشاط الفلاحي، و استغلال الموارد الطبيعية و البشرية وتنويع الأسس الاقتصادية للساكنة القروية و تحسين ظروفها الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية ، تعمل على الرفع من جاذبية الحياة و العمل في الأرياف سواء على المستوى المحلي أو الجهوي أو الوطني أو الدولي. يبدو أن هذا التعريف شامل، إلا أنه لا يعتبر التعريف الوحيد في هذا الإطار، بل هناك تعار يف أخرى نذكر منها: - يعرف G V Fuguitt" " التنمية القروية على أنها ذلك المفهوم الذي يتضمن بذل الجهود لمساعدة فقراء الزراع إضافة إلى العاملين بميدان الزراعة التسويقية. هذا التعريف يتعلق بجانب واحد يتمثل في تقديم مساعدات مادية للأسر الريفية.
يرى آخرون أن مفهوم التنمية الريفية يتجاوز النهوض بالقطاع الفلاحي ليشمل قطاعات اقتصادية لها صلة بالزراعة. بل إنه في رأي البعض يتضمن تنمية الإنسان و الموارد الطبيعية في آن واحد. و من ثمة تحقيق الرفاه و العدل الاجتماعي للسكان القرويين. يتضح من خلال ما سلف أن التنمية القروية يجب أن ترتكز على ما يلي: • أن تقبل مشاركة السكان القرويون في جميع مراحل المشاريع التنموية. • أن تقبل الإتفاق الجماعي بين السكان و مخططو البرامج التنموية... الخ و تستند التنمية الريفية في تنفيذ برامجها على أساليب و غايات تتجلى فيما يلي:
يجب أن تتسم البنية التقنية و الأطر المخططة لبرامجها بالمرونة لأنه من شأنها خلق مزايا، كتغليب الطابع الإنساني في العلاقات بين الإدارات و المؤسسات العاملة في ميدان التنمية.
النهوض بمشاكل السكان مع تحديد شبكة الأولويات في المطالب .
إنعاش دور منظمات المجتمع المدني و الجمعيات المهنية الناشطة بالمجال الريفي. كما تتميز التنمية القروية بعدة خصائص، وتطمح إلى تحقيق عدة أهداف : خصائص التنمية القروية:
تستهدف برامج التنمية الريفية بصفة أساسية سكان الأرياف.
التسليم بأهمية المبادرات المحلية و تعظيم الموارد المتاحة .
تسعى إلى تحقيق الرخاء الاقتصادي و الاجتماعي الريفيين، اعتمادا على مبدأ التوجيه و الإرشاد للجميع.
إن الدراسات و عمليات التنمية يجب أن تقاد بتنسيق مع المستفيدين والمتدخلين، و يجب أن تؤدي إلى تقييم نقدي وتغيير الإتجاهات عند الضرورة .
تنادي التنمية الريفية بمشاركة السكان و إحقاق الحق و نشر العدل الاجتماعي، مع التخيير الواضح للفئات الأقل قدرة في المجتمع القروي.
تتسم التنمية الريفية بالشمول، كما تعتمد على أسلوب لامركزية القرار، أي أن القرارات تتخذ محليا و يشارك فيها جميع أفراد المجتمع القروي المعنيين ببرامجها.
التنمية الريفية قضية جميع المعنيين بها أي الفلاحين و المنتخبين و متخذي القرار السياسي و السكان المحليين.


بقلم: Abdellatif El faida
abdelatif82@hotmail.fr
المصدر: http://www.tanmia.ma/article.php3?id_article=17982&lang=ar

..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مفهوم التنمية القروية (ج 2)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مفهوم التنمية القروية
» مفهوم التنمية القروية (ج 3)
» مفهوم التنمية
» مفهوم التنمية
» مفهوم و تطور الزراعة العضوية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات بلقاسمي للجغرافيا والجغارفة :: الجغرافية البشرية :: جغرافية الزراعة والارياف-
انتقل الى: